كملة بمناسبة تعيين الزميلات والزملاء القضاة الجدد من الفوج 41

بسم الله الرحمن الرحيم.

زميلاتي زملائي القضاة من الفوج 41 ؛

بمناسبة اكمال فترة تدريبكم بالمعهد العالي للقضاء وتعينكم من طرف المجلس الأعلى للسلطة القضائية وموافقة جلالة الملك على تعيينكم ؛ يسرني أن أتقدم إليكم بخالص التهنئة مرفوقة بتمنى النجاح والتوفيق في مهامكم القضائية التي انتم جميعا مقبلون عليها . اود ان أشارككم هذه الكلمة بهذه المناسبة بعد ما حضرت معكم حفل الاستقبال الذي نظم على شرفكم بالمعهد العالي للقضاء بالرباط وجلسة أداء اليمن يوم الأربعاء 16 ماي 2018 ورأيت فيكم الأمل والمستقبل للعدالة المغربية التي تحتاج منا جميعا إلى مجهودات كبرى على جميع المستويات؛ أهمها إيماننا القوي بدورنا الذي يحب أن ينبني على وعي تام بوظيفتنا الحقيقية وتحمل المسؤولية كاملة في أدائها مهما كانت الظروف والإكراهات ؛ وعليه فإنني ادعو جميع زميلاتي وزملائي القضاة الجدد من الفوج 41 إلى ما يلي:

اولا: لا تكترثوا كثيرا لمسألة مكان التعيين ؛ بالرغم من أنني اعرف انه كان قصيا في أغلب الحالات بحكم اعمال النظام الداخلي لأول مرة في فوجكم والذي يقضي بضرورة البت في طلبات الانتقال كلها قبل البت في التعيينات ولهذا كانت مثل هذه التعيينات المكانية متوقعة (مبدئيا قبل التأكد من احترام جميع التعينات للنظام الداخلي والقانون التنظيمي للمجلس )؛ ولكنني اؤكد لكم ان الأيام في العمل المهني تمر مر السحاب؛ وسوف يعود العديد منكم إلى المناطق التي سوف يختاروها للاستقرار العائلي مستقبلا..مع اعتبار أن التعيين الجيد من عدمه لا يحكمه المكان بل تحكمه ظروف العمل ومحيطها والمسؤول القضائي الذي ستعملون إلى جانبه وغير ذلك ؛ الشئ الذي قد لا يوجد في محاكم المدن المفضلة من لدن اغلبكم ؛ وهذا الكلام اقوله عن تجربة شخصية . ثانيا : بحكم ان البداية هي المشكلة لشخصية الفرد لدى المتعاملين معه ؛ فحالوا ان تكون البداية جيدة من عدة نواحي: بداية من الجد والاجتهاد إلى الاستقلال في اتخاذ القرار وعدم السماح لأي كان بالتأثير على قراركم القضائي وعدم السماح بالمساس بمركزكم كقضاة (يات)؛ ويجب ان يقابل ذلك حب للمهنة ومعاملة المتقاضين والمتعاملين معكم من الموظفين والدفاع وغيرهم من مساعدي العدالة بالتالي هي احسن( ايمانا بما يفرضه الاحترام المتبادل و الأخلاقيات القضائية وليس نتيجة ضعف او هوان) . ثالثا: الحفاظ على علاقات جيدة مع زميلات وزملاء العمل مهما كان الأمر. والاسهام في تكريس ثقافة تضامنية مبنية على التناصح ونبد مسببات التفرقة من النميمة وتضخيم أخطاء الزملاء وشيطنة الآخر ومحاربة ثقافة نشر بعض المقولات التي لا قيمة أدبية أو فلسفية لها من قبيل ” ويل القاضي من القاضي ..” او ما شابه ذلك من المقولات الغبية والغريبة. رابعا : احترام مكانة المسؤول القضائي كقيمة رمزية داخل المحكمة والحديث معه بكل احترام متبادل ووضوح وتجب الحديث وراء ظهره مع زملاء العمل فبالاحرى مع الأغيار. خامسا: احترام المؤسسات القانونية داخل المحكمة مثل الجمعيات العمومية والحرص على الإسهام الإيجابي فيها واحترام مقرارتها وعدم السماح بتجاوزها..واعتبارها المكان المناسب لطرح القضايا الداخلية للمحكمة وما يربط به من بعض الإشكاليات واقتراح الحلول.. سادسا: التشبث بممارسة حقوقكم القانونية المتاحة قانونا ؛ من قبيل حق العمل الجمعوي وتمظهراته داخل المحكمة وكل الحقوق الأخرى التي يمنحها القانونان التنظيميان للمجلس الأعلى للسلطة القضائية والنظام الأساسي للقضاة والنظام الداخلي للمجلس وعدم التخلي عنها . هذه بعض الكلمات _ وليست أكثر من ذلك _ أحببت مشاركم اياها زميلاتي زملائي وانتم في بداية مشواركم المهني عل بعض كلماتها يكون مفيدا . فتقبلوها منى . مع متمنياتي لكم بدوام التوفيق والنجاح الشخصي والمهني بادن الله تعالى انه سميع مجيب الدعاء. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

عبداللطيف الشنتوف

رئيس نادي قضاة المغرب

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

*